عودة إلى المحتوى


لقد تمت كتابة هذا الدليل لمجموعة مختلفة من الأشخاص الذين إجتمعوا من أجل قضية معينة او موضوع محدد، او لمجموعة قائمة على أساس الصداقة أو مجموعة متآلفة حول رؤيتها للعالم، أو ربما مجموعة شكلت لمناسبة معينة. حتى الموقف الفردي عادة ما يتطلب مجموعة داعمة. قسم الحملة من الدليل (القسم الثالث) هو أكثر فائدة للمجموعات التي تخطط للبقاء معاً لمدة طويلة، بينما قد يكون قسم التحضير لنشاط (القسم الرابع) أكثر ملائمة لهؤلاء الذين يلتقون معاً من اجل حدث معين. تعمل المجموعات القوية من الأشخاص الذين يبقون مع بعضهم البعض بشكل جيد و يعززون بعضهم البعض و بذلك يعطون قوة للحركة. تتشكل المجموعات بطرق كثيرة مختلفة ، فهؤلاء الذين هم أكثر فاعلية و يستمتعون بالعمل الذي يقومون به يكون لديهم ميل للحصول على شيء مختلف، و يضيفون بعض علامات الإبداع الخاصة بهم، وبعض الخصائص التي تجعل إبداعهم يزدهر. يحصل هذا م من خلال حصول تآلف خاص داخل المجموعة و التوازن الخاص الذي وصلت اليه المجموعة بين الرغبات المختلفة و مواهب أعضائها. يقدم هذا الجزء بعض الرؤى التي يمكنك أن تفكر بها كعضو في المجموعة، ستناقش المجموعة بعض هذه الأمور و ستقوم بإتخاذ قرار واعي حولها و البعض الآخر سوف يتطور خلال العمل.

تعزيز المجموع:

من المهم معرفة كم من الأهمية يعلق الناس على الطريقة التي تعمل بها المجموعة و مواقفها . فهذا بحد ذاته قد يكون مصدراً لا نهائي للصراع! يجب تحقيق توازن ما بين أولئك الذين ليس لديهم صبر على النقاش و يريدون الخروج "هناك" بشكل عاجل للقيام "بفعل"، و اولئك الذين يريدون المزيد من الوضوح، سواء كان ذلك حول الأهداف أو أن يكونوا جاهزين لنقاش قضية خلال مناظرة بشكل علني، أو حول أولئك الذين تريد المجموعة الوصول إليهم و نوعية النشاط الذي يجب أن تنظر فيه، أو حول كيفية تنظيم المجموعة لنفسها و وظائفها. يجب على المجموعة الجديدة أن تقوم بما في وسعها لإيجاد طريقها وتحديد اتجاهها، و محاولة الوصول لحل وسط بين اشخاص ذوي إتجاهات مختلفة. إذا كان لدى المجموعة الكثير من الطاقة و المبادرة فإنه يمكن لمجموعات فرعية منبثقة عنها أن تتناول مواضيع محددة. إذا ضمت المجموعة أناس لديهم مواقف فلسفية أو سياسية متصارعة، يجب أن يتم الإعتراف بذلك و التعامل معه لتحويله لمصدر للقوة بدلاً أن يكون مصدراً مانعاً للإبداع. و سواءاً كانت مجموعتك كبيرة و مفتوحة أو صغيرة و مشكلة بالتآلف (أنظر"المجموعة المتناغمة ") فإنك تريد أن يشعر الأشخاص الجدد بأنه مرحبٌ بهم، و تريد أن يشعر كل شخص بأنه قادر على المساهمة. هذا سيثير قضايا التنوع الثقافي و السلوك القمعي و الطبقة و العرق و دينماكية الجندر و السلطة ضمن المجموعة. قد يكون التعامل مع هذه القضايا بحد ذاته مصدراً للتوتر، بالرغم من ذلك فإن تركها قد يكون أسوأ. ستحتاج لإيجاد وسائل للتعامل مع هذه القضايا في جو من الدعم. يقدم القسم الثاني حول الجندر بعض الأمثلة حول كيفية التعامل مع الموضوع. من المفيد أن تنظم المجموعة التي تخطط للبقاء معاً بعض الدورات الإستثنائية بجانب الإجتماعات الإعتيادية، أو أن تخصص حيزاً في الإجتماعات العادية لشيء مختلف قليلاً. قد يكون لهذا تركيز محدد في بعض الأحيان مثل تبادل المهارات أو تطوير الحملة أو حتى النظر بشكل مفصل حول موضوع محدد من مواضيع الحملة. و قد يكون ذلك في أحيان أخرى أكثر توجيهاً من قبل المجموعة مثل نشاطات بناء الوئام (تجهيز اليافطات، الغناء) أو طرق لتحسين أداء عمل المجموعة.

إستكشاف الإختلافات

ستستفيد مجموعة النشاط اللاعنفي من خلال تناول بعض القضايا المتعلقة بمصطلح اللاعنف ، و من بينها اشكال اللاعنف و تداعياتها و القيم و المواقف و الأهداف. يجب التعامل مع أي قضية تؤثر بقناعات أعضاء الفريق بشكل عميق بأحترام للإختلافات و أن لا يهدف ذلك لصياغة موقف للفريق بل لتبادل التصورات و وجهات النظر. سيكون فهمنا لبعضنا البعض تأثير عميق على ما نحاول القيام به كمجموعة. لنأخذ سؤال اللاعنف بحد ذاته. قد يكون الإلتزام باللاعنف عاملاً موحداً لمجموعة معينة، لكن ليس بالضرورة أن يكون الأمر على هذا النحو فعادة ما تكون هناك إنقسامات لا سيما بين هؤلاء الذين يسعون لإستخدام اللاعنف لغاية محددة و بين اولئك الذين يحملونه كفلسفة بعيدة المدى. نقترح هنا أن يتم التعامل مع بعض القضايا عن طريق إعلان مبادئ جماعي (انظر مبادئ النشاط اللاعنفي ' و 'الخطوط الموجهة للعمل اللاعنفي )، و لكن سيكون هناك أفكار مسبقة مختلفة إيجابية أو سلبية من اللاعنف حول جوانب أخرى حتى في المجموعة التي تعبر عن إلتزام بالنشاط اللاعنفي. قد يكون النقاش الجيد حول هذه القضايا مدعاة للإلهام،و من الممكن أن يزيد النقاش السيء من حدة التوتر و الإحباط.

هناك طريقة  لإستكشاف الإختلافات تسمى "مقياس القيم" و تعرف أيضاً بإسم "تمرين الطيف". يقوم شخص بوضع مجموعة من الأسئلة لإستكشاف المواقف و العوامل المختلفة من بعض الأنشطة . توزع الأسئلة على المجموعة، و يتحرك الناس على محورين: الأول، هل هو عنف أو لاعنف، والثاني، هل سأقوم أو لن أقوم بذلك بنفسي. و من الممكن أن يطور ذلك لاحقاً إلى سأكون أو لن أكون جزءاً من مجموعة تقوم بذلك. (أنظر "الطيف أو المقياس ").

من الممكن أن يكون لسؤال مثل " ما الذي تحاول مجموعتك الوصول إليه؟" إجابة واحدة بسيطة، و لكن قد يكون لكل شخص في المجموعة أهداف أخرى. من الممكن أن تقود الكثير من الخطوط المختلفة في التفكير و الشعور لدى الناس للإنخرط في مجموعة معينة. من الممكن أن يقدم تمرين بسيط مثل تمرين التقديم المزدوج بداية جيدة لإعطاء المساحة لشرح ما الذي دفع كل شخص للمشاركة. هذا الدليل لا يقوم بإستكشاف المنظور الذي دفعك للإنخراط بالنشاط، و الذي قد يتخطى الفكرة الفضفاضة حول عملية التحول الإجتماعي. ستختلف وجهات النظر بشكل كبير من مجموعة إلى مجموعة في سياقات مختلفة. من المهم الا تقوم بالتعميم، و لكن أن تفهم و أن تقدر الطرق المختلفة التي ينظر بها الناس للأشياء. أذا كانت مجموعتك تنظر في أمر فيه خطورة، فأنت تحتاج أن تأخذ الوقت للإعداد السليم، و لفهم المواقف المختلفة التي يحضرها كل منكم للنشاط و خياراتكم لكيفية التصدي للمخاطر. إن كيفية فهمك للسياق الذي تنشط من خلاله يؤثر على إختيارك للأساليب. يميز المعلقون أحياناً بين أشكال النشاط التقليدية و غير التقليدية. و مع ذلك، فإن من الممكن أن يغير السياق كل ذلك. من الممكن أن يكون لِ " التقول بالمسكوت عنه" أو "كسر الصمت" في المجتمعات المغلقة و بوسائل تقليدية تأثير هائل و متفجر و ربما محفز للآخرين. و قد يكون قد تم إحتواء و تطبيع النشاط "الغير تقليدي" ، مثل العصيان المدني و الإضرابات لكن في سياقات أخرى. و ذلك إما بسبب أن غير المشاركين يتجاهلون النشاط عن طريق التفكير مثلاً " آه، إنهم فقط يقومون بذلك مرة أخرى" ، أو لأن المشاركين أنفسهم قد علقوا في شكل روتيني من النشاط. إقترح بعض منظري الحركات الإجتماعية (أنظر " دوغ ماكدام سيدني تارو و تشارلز تيلي ، القوى المحركة للخلاف، الصادر عن جامعة كامبردج، 2001 الصفحات 7-9) أن التسمية النشاط "العدواني" و " المحتوى" هما تسميتان مفيدتان للتمييز بين النشاط "التقليدي" و "الغير تقليدي" و ذلك لأنه يعترف بالفرق في التأثير الذي قد تعطيه أشكال مختلفة من النشاط في سياقات مختلفة. قد تنبع بعض الإختلافات داخل مجموعتك (على سبيل المثال، في الموقف من النشاطات الغير قانونية) من التحاليل المختلفة لسياق نشاطكم. (للمزيد حول السياق أنظر " إرسال رسالة الإحتجاج" و "التعامل مع الضغط و الإجهاد الناتج عن إتخاذ موقف ").

ماذا تريد؟

عليك كناشط أن تفكر بالذي تريده من المجموعة. هل تريد مجموعة تستقطب طبقات واسعة من الناس؟ هل تريد مجموعة من أناس يتشاركون الكثير من المواقف و الإعتقادات الأمر الذي سيخلق بياناً قوياً؟ هل هناك من طريقة لدمج الإثنين؟ على سبيل المثال، هل تستطيع أن تكون جزءاً من مجموعة متآلفة تعزز اللاعنف في سياق حملة أوسع؟ لن تستطيع معرفة التأثير الذي قد تتركه أنشطتكم حتى تبداً مجموعتك بالقيام بأنشطة. لا تشعر المجموعات عادةً بالنتائج التي يستطيعون تحقيقها حتى يخرجوا للعلن. فقد إشتركت 14 إمرأة فقط في مظاهرة لاس مادرس دي بلاذا دي مايو في بيونس إيريس، و بدأت بعض الحركات الأخرى القوية حتى بشكل أصغر. كان لبعض الأنشطة البسيطة و الصغيرة تداعيات عظيمة لم يكن لأحد تخيلها. لكن يجب أن نلاحظ أيضاً أن الكثير من الأنشطة لها تداعيات أقل بكثير. يجب على مجموعة النشاط اللاعنفي أن تكون واعية بمرجعية العمل و أن يكون لديها إحساس قوي بالغرض من النشاط و أن تكون قادرة على تحليل السياق الذي تعمل فيه. لهذا فإن هذا الدليل يحتوي على قسم حول التحضير للنشاط، و حول بناء الحملة و أيضاً حول تقييم ما قمتم به.

Related content